الحرب على غزة- مكاسب إسرائيلية وخسائر عربية وفلسطينية فادحة
المؤلف: صدقة يحيى فاضل09.25.2025

إن من التجاوزات التي ارتكبتها بعض وسائل الإعلام العربية مؤخرًا، هو تصوير ما جرى على أنه نزاع مسلح بين غزة والكيان الصهيوني، وليس عدوانًا سافرًا من الكيان الصهيوني على غزة وأهلها قاطبة. بل ذهبت هذه الوسائل إلى الادعاء بأن إسرائيل قد "هزمت" في حربها على غزة، وأن المقاومة الفلسطينية كانت مخطئة في شن هذه العملية "لعدم التكافؤ في موازين القوى". ولا يسعنا إلا أن نتساءل: متى كان التكافؤ شرطًا لازمًا بين المعتدي والمدافع عن أرضه؟ والحقيقة المرة، أن إسرائيل قد "حققت" مكاسب استراتيجية جمة، فقد استولت على أراضٍ جديدة في غزة، وكذلك في لبنان وسوريا. وهذا التوسع يتماشى مع سياستها العدوانية الهادفة إلى إقامة إمبراطورية صهيونية تمتد من النيل إلى الفرات. صحيح أن إسرائيل "فقدت" تأييدًا واسعًا من شعوب العالم، بما في ذلك بعض من كانوا يؤيدونها عن جهل أو عن سابق إصرار. ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نغفل المكاسب الاستراتيجية التي جنتها إسرائيل من هذه الحرب الشعواء.
أما عن الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى شن حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، فهي رغبتها الجامحة في "تصفية" أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في كل شبر من فلسطين، سواء في غزة أو في غيرها. ولم تكن إسرائيل بحاجة إلى "ذريعة" لارتكاب هذه الجرائم المروعة. والواقع أن ما فعلته إسرائيل يعتبر، في أحسن الأحوال، انتقامًا همجيًا وغير متناسب على الإطلاق. فمن حق أي مواطن تحت الاحتلال، في أي مكان في العالم، أن يقاوم هذا الاحتلال بكل الوسائل المتاحة. وكما صرح السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فإن "إسرائيل كانت ستمضي قدمًا في حرب الإبادة هذه، سواء وقعت عملية 7 أكتوبر أم لم تقع".
إذًا، فالذين نفذوا عملية 7 أكتوبر 2023، إنما كانوا يقاومون احتلالًا بغيضًا ومقيتًا، جاثمًا على صدورهم منذ عقود طويلة. فاستغلت إسرائيل هذه المقاومة الشريفة لارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، وبطريقة لا تتناسب على الإطلاق مع "الأضرار" التي نجمت عن عملية 7 أكتوبر 2023. ومن المؤسف أن نرى بعض العرب "يشجبون" عملية 7 أكتوبر هذه، ويلقون باللوم على الفلسطينيين فيما حدث. إن هذا يعكس "عجزًا" فكريًا وسياسيًا عربيًا، ويفتقر إلى الحد الأدنى من الوعي السياسي بما يدور حولهم، وإلى فهم مغزى ما يحدث. إنهم يلومون الفلسطينيين، ناسين أن إسرائيل تستهدف العروبة والإسلام برمته، وليس فلسطين وحدها. وأنها كانت ستشن حروب إبادة، سواء حدثت عملية 7 أكتوبر أم لم تحدث. ثم إن إسرائيل كان بإمكانها الاقتصاص بقدر ما لحق بها من أضرار. ولكنه الحقد الصهيوني الدفين على كل ما هو عربي، والأطماع الصهيونية التي لا تعرف حدودًا. والدليل على ذلك هو اعتراض الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة على وقف إطلاق النار، وعلى اتفاقيات تبادل الأسرى بين حماس والكيان الصهيوني.
إن "الحصيلة النهائية" لمذابح عملية 7 أكتوبر، وحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني قاطبة، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- تعاطف معظم دول العالم مع القضية الفلسطينية العادلة، والمطالبة بـ "فلسطين حرة". وتقاعس العرب عن استغلال هذا التعاطف الدولي.
- تأكد عجز العرب عن نصرة حتى أعدل القضايا على وجه البسيطة.
- الغياب شبه الكامل للسلطة الفلسطينية عن هذا الحدث الجلل. وهو أمر مستغرب من جهة، ومفهوم من جهة أخرى.
- اكتساب إسرائيل لبعض الأراضي والمواقع الاستراتيجية الهامة، و"انتصارها" الزائف في غزة ولبنان وسوريا.
- استشهاد ما يقارب 53 ألف مدني أعزل في غزة، من بينهم حوالي 20 ألفًا من النساء والأطفال الأبرياء. وإصابة ما يقارب 120 ألف جريح. بالإضافة إلى تشريد ما يقارب مليوني فلسطيني غزي مدني من ديارهم في غزة إلى خارج القطاع السكاني، ومعاناة هؤلاء النازحين، بأسرهم وأطفالهم، من نقص حاد في الاحتياجات الغذائية الأساسية، بل وحتى مياه الشرب النظيفة. لقد رأى العالم بأم عينيه أسرة غزية منكوبة، بأطفالها ونسائها، تغلي قليلًا من مياه البحر المالحة، على أمل نزع ملوحتها، لتصبح صالحة للشرب والاستخدام الآدمي. ومن المعلوم أن إسرائيل تعمدت تجويع وتعطيش أهالي غزة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إليهم. فما فعلته إسرائيل هو حرب إبادة جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليس مجرد عقاب جماعي يقع ضحيته الأبرياء.
- استغلال إسرائيل للتغيرات السياسية في سوريا، وشن هجمات واسعة النطاق على الجيش السوري، أدت إلى تدمير هذا الجيش، وفقدانه ما يقارب 80% من قدراته العسكرية.
- الخسارة (المؤقتة) للعرب في سوريا.
- خروج إيران (بخفي حنين) من أهم مناطق نفوذها في المنطقة. وهذا يعتبر مكسبًا عربيًا، إذا أخذنا في الاعتبار العداء الإيراني للعرب، والتدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.
- ضعف موقف الأكراد (تنظيم قسد)، وهذا يصب في مصلحة تركيا.
- ازدياد كراهية الشعوب العربية للكيان الصهيوني الغاصب.
- ما قامت به إسرائيل يثبت عدم اكتراثها بمشاعر العرب، بمن فيهم أولئك الذين "طبعوا" العلاقات معها.
- تأكد الدعم المطلق من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في جميع الظروف والأحوال، فمعظم المسؤولين الأمريكيين هم أشد صهيونية من مسؤولي الكيان الصهيوني نفسه. وهذا يعني أن الخصم الحقيقي هو أمريكا. وتلك أزمة كبرى، بل هي أكبر تحدٍّ يواجه الأمة العربية منذ أن زُرع هذا الكيان اللقيط في قلبها.
أما عن الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى شن حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، فهي رغبتها الجامحة في "تصفية" أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين في كل شبر من فلسطين، سواء في غزة أو في غيرها. ولم تكن إسرائيل بحاجة إلى "ذريعة" لارتكاب هذه الجرائم المروعة. والواقع أن ما فعلته إسرائيل يعتبر، في أحسن الأحوال، انتقامًا همجيًا وغير متناسب على الإطلاق. فمن حق أي مواطن تحت الاحتلال، في أي مكان في العالم، أن يقاوم هذا الاحتلال بكل الوسائل المتاحة. وكما صرح السيد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، فإن "إسرائيل كانت ستمضي قدمًا في حرب الإبادة هذه، سواء وقعت عملية 7 أكتوبر أم لم تقع".
إذًا، فالذين نفذوا عملية 7 أكتوبر 2023، إنما كانوا يقاومون احتلالًا بغيضًا ومقيتًا، جاثمًا على صدورهم منذ عقود طويلة. فاستغلت إسرائيل هذه المقاومة الشريفة لارتكاب المجازر والإبادة الجماعية، وبطريقة لا تتناسب على الإطلاق مع "الأضرار" التي نجمت عن عملية 7 أكتوبر 2023. ومن المؤسف أن نرى بعض العرب "يشجبون" عملية 7 أكتوبر هذه، ويلقون باللوم على الفلسطينيين فيما حدث. إن هذا يعكس "عجزًا" فكريًا وسياسيًا عربيًا، ويفتقر إلى الحد الأدنى من الوعي السياسي بما يدور حولهم، وإلى فهم مغزى ما يحدث. إنهم يلومون الفلسطينيين، ناسين أن إسرائيل تستهدف العروبة والإسلام برمته، وليس فلسطين وحدها. وأنها كانت ستشن حروب إبادة، سواء حدثت عملية 7 أكتوبر أم لم تحدث. ثم إن إسرائيل كان بإمكانها الاقتصاص بقدر ما لحق بها من أضرار. ولكنه الحقد الصهيوني الدفين على كل ما هو عربي، والأطماع الصهيونية التي لا تعرف حدودًا. والدليل على ذلك هو اعتراض الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة على وقف إطلاق النار، وعلى اتفاقيات تبادل الأسرى بين حماس والكيان الصهيوني.
إن "الحصيلة النهائية" لمذابح عملية 7 أكتوبر، وحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني قاطبة، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- تعاطف معظم دول العالم مع القضية الفلسطينية العادلة، والمطالبة بـ "فلسطين حرة". وتقاعس العرب عن استغلال هذا التعاطف الدولي.
- تأكد عجز العرب عن نصرة حتى أعدل القضايا على وجه البسيطة.
- الغياب شبه الكامل للسلطة الفلسطينية عن هذا الحدث الجلل. وهو أمر مستغرب من جهة، ومفهوم من جهة أخرى.
- اكتساب إسرائيل لبعض الأراضي والمواقع الاستراتيجية الهامة، و"انتصارها" الزائف في غزة ولبنان وسوريا.
- استشهاد ما يقارب 53 ألف مدني أعزل في غزة، من بينهم حوالي 20 ألفًا من النساء والأطفال الأبرياء. وإصابة ما يقارب 120 ألف جريح. بالإضافة إلى تشريد ما يقارب مليوني فلسطيني غزي مدني من ديارهم في غزة إلى خارج القطاع السكاني، ومعاناة هؤلاء النازحين، بأسرهم وأطفالهم، من نقص حاد في الاحتياجات الغذائية الأساسية، بل وحتى مياه الشرب النظيفة. لقد رأى العالم بأم عينيه أسرة غزية منكوبة، بأطفالها ونسائها، تغلي قليلًا من مياه البحر المالحة، على أمل نزع ملوحتها، لتصبح صالحة للشرب والاستخدام الآدمي. ومن المعلوم أن إسرائيل تعمدت تجويع وتعطيش أهالي غزة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إليهم. فما فعلته إسرائيل هو حرب إبادة جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليس مجرد عقاب جماعي يقع ضحيته الأبرياء.
- استغلال إسرائيل للتغيرات السياسية في سوريا، وشن هجمات واسعة النطاق على الجيش السوري، أدت إلى تدمير هذا الجيش، وفقدانه ما يقارب 80% من قدراته العسكرية.
- الخسارة (المؤقتة) للعرب في سوريا.
- خروج إيران (بخفي حنين) من أهم مناطق نفوذها في المنطقة. وهذا يعتبر مكسبًا عربيًا، إذا أخذنا في الاعتبار العداء الإيراني للعرب، والتدخل الإيراني السافر في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية.
- ضعف موقف الأكراد (تنظيم قسد)، وهذا يصب في مصلحة تركيا.
- ازدياد كراهية الشعوب العربية للكيان الصهيوني الغاصب.
- ما قامت به إسرائيل يثبت عدم اكتراثها بمشاعر العرب، بمن فيهم أولئك الذين "طبعوا" العلاقات معها.
- تأكد الدعم المطلق من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في جميع الظروف والأحوال، فمعظم المسؤولين الأمريكيين هم أشد صهيونية من مسؤولي الكيان الصهيوني نفسه. وهذا يعني أن الخصم الحقيقي هو أمريكا. وتلك أزمة كبرى، بل هي أكبر تحدٍّ يواجه الأمة العربية منذ أن زُرع هذا الكيان اللقيط في قلبها.